النعمانيه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى النعمانيه الاول


    داء باركنسون

    ابو مصطفى
    ابو مصطفى
    Admin


    عدد المساهمات : 101
    نقاط : 294
    تاريخ التسجيل : 08/07/2009

    داء باركنسون Empty داء باركنسون

    مُساهمة  ابو مصطفى الإثنين يوليو 20, 2009 4:45 pm

    تعود تسمية داء باركنسون إلى الطبيب البريطاني جيمس باركنسون والذي وصف سنة 1817 بعض حالات مرض عصبي يظهر على شكل تخشب للأطراف وبطء في الحركة مع رعاش (رجفة لا إرادية). ويعد داء باركنسون حالياً واحداً من أكثر الأمراض العصبية انتشاراً. حيث يقدر أن نسبة 3% من السكان فوق 60 سنة مصاباً بهذا المرض ولا توجد إحصاءات دقيقة متوفرة عن هذا المرض في مجتمعنا العربي.

    مع أن السبب الحقيقي لداء باركنسون لا يزال غير معروف تماماً إلا أن التجارب والأبحاث المخبرية حول تسعى للكشف عن هذا قريباً . الواضح الآن أن هذا الداء في الأغلب ليس وراثياً وينتج عن موت خلايا معينة في الجهاز العصبي المركزي مما يؤدي إلى نقص في إفراز مادة الدوبامين Dopamine ويؤثر هذا النقص على عمل النوى القاعدية في المخ (Basal Ganglia) التي تعمل أصلاً على ضبط الحركة وتناسقها بين عضلات الجسم المختلفة.

    ويظهر داء باركنسون في الرجال والنساء على حد سواء. و عادة ما تبدأ أعراض المرض بالظهور في العقد السادس من العمر وغالباً ما تكون بسيطة في البداية ثم تتطور تدريجياً على مدى عدة سنوات . وأبرز أعراض داء باركنسون هو البطء الشديد في الحركة وتصلب العضلات والذي عادة ما يصاحبه رعشة أو رجفان في اليدين غالباً وتظهر اليد وكأنها تعد حبات المسبحة ولهذا سمى بالشلل الرعاشي ومع تقدم المرض تبدأ أعراض أخرى بالظهور مثل صعوبة المشي وفقدان الاتزان خصوصاً عند الدوران إضافة إلى تدهور القدرة على القيام بأعمال يدوية دقيقة كالكتابة مثلاً. وتتفاوت هذه الأعراض من مريض لآخر. فقد تزداد الرعشة مبكراً عند بعض المرضى بينما قد لا تظهر حتى مرحلة متقدمة عند غيرهم. وتزداد عند بعض هؤلاء المرضى حالات الاكتئاب أوالخرف المبكر.

    يعتمد تشخيص المرض بشكل كبير على دراسة الأعراض والفحص السريري للمريض حيث يتم التأكد من أن هذه الأعراض هي فعلاً لداء الباركنسون ثم التأكد من عدم وجود أمراض أخرى تكون هذه للأعراض متشابه فيها.

    الأشعة : حتى الآن لا يوجد عملياً تصوير شعاعي يمكن بواسطته التحقق من وجود الإصابة بداء باركنسون ولكنه عادة ما تجرى الفحوص الشعاعية مثل الطبقي المحوري (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI) للتأكد من عدم وجود علل أخرى قد تتشابه أعراضها مع داء باركنسون مثل الجلطات والأورام الدماغية.



    العلاج :

    في منتصف القرن العشرين كانت العمليات الجراحية هي السبيل الوحيد لمساعدة المصابين بهذا المرض وكانت تجرى لحالات الرعاش المتقدمة مع فرص محدودة للنجاح ولكن اكتشاف عقار الدوبا (L-dopa) كعلاج تعويضي في أواخر الستينات أدى إلى ثورة نوعية في العلاج الدوائي لهؤلاء المرضى مع اختفاء شبه تام للأعراض السريرية ومعه اختفاء الجراحة كأسلوب للعلاج.

    شهر العسل هذا لم يدم طويلاً فمع مرور الوقت بدأت تظهر عدة حالات استجابت في البداية للعلاج بالأدوية ثم ما لبثت أن استعصت عليه . فبدأ المريض بتناول كميات أكبر وأكبر من الدواء دون الحصول على نفس التأثير المطلوب. فتتقلب حالة المريض بين الشلل التام والحركة المفرطة خلال اليوم دون أن يرتبط ذلك بمواعيد أخذ الدواء. أو ظهور أعراض جانبية لهذه الأدوية مثل مشاكل الهضم أو نشفان الفم. ولعل أكثر هذه الأعراض أهمية هو ظهور حركة لا إرادية عند بعض المرضى تظهر عادة في الوجه والأطراف يتلوى أثنائها المريض دون قدرته على السيطرة عليها مع أنه بكامل وعيه ويطلق على هذا عسر الحركة أو dyskinesia. كل هذه الأسباب أدت إلى إعادة التفكير في الجراحة كأحد الطرق العلاجية ساعد في ذلك 1) التطور الحاصل في فهم وظائف أجزاء المخ المختلفة وتأثرها وتأثيرها في داء باركنسون. 2 ) التقدم في جراحة الأعصاب والتصوير الشعاعي مما جعل هذه العملية أكثر دقة وأماناً من جهة وأكثر فاعلية في نتائجها من جهة أخرى. 3 ) إضافة إلى النتائج الأولية المشجعة لهذه الجراحة في عدد المراكز العالمية المتخصصة في هذه الجراحة خلال السنوات القليلة الماضية.

    العلاج الجراحي:
    قبل أن يتم تحويل المصاب بداء باركنسون إلى الجراحة يجب أولاً اتخاذ التدابير التالية :
    1 – التأكد من أن المريض مصاب فعلاً بداء باركنسون دون سواه من الأمراض المشابهة .
    2 – التأكد من أن كل محاولات مساعدة المريض عن طريق الأدوية مثل جرعات الأدوية كمياتها وتوقيتها قد أستنفذت تماماً .
    3 – شرح العملية الجراحية للمريض والتأكد من استيعابه لماذا العملية / فوائد العملية / حدود العملية والآثار الجانبية لا سمح الله .

    طريقة العملية :
    تتم العملية بواسطة فريق جراحي مخصص في هذه العمليات الدقيقة . وتبدأ بوضع تاج معدني على رأس المريض ليساعد في تحديد المراكز العصبية التي ستجرى عليها العملية الجراحية والتي عادة ما يكون المريض فيها متيقظاً وتحت تخدير موضعي فقط ويصار إلى عمل فتحة صغيرة في الجمجمة ثم الوصول إلى المنطقة المحددة عن طريق إبرة دقيقة بعد إجراءات الحسابات الهندسية اللازمة .

    أنواع الجراحة :
    حالياً هناك نوعان من العمليات الجراحية المتبعة وهي الكي أو أجهزة التنبيه الكهربي .
    1- الكي : وهي الأبسط والأقل كلفة وفيها يتم كي الخلايا في مراكز معينة من
    المخ والتي زاد نشاطها عن الحد الطبيعي بسبب نقص الدوبامين مما يؤدي إلى
    تحسن حالة المريض فوراً . ومع أن ذلك يبدو مشجعاً إلا أنه وفي المقابل تكون
    الآثار الجانبية حال حدوثها طويلة الأمد خصوصاً عند إجراء العملية في طرفي
    المخ الأيمن والأيسر معاً.




    2 – التنبيه الكهربي:
    وهنا يستعاض عن الكي بوضع أبره خاصة مرتبطة ببطارية تحدث نبضات ذات تذبذب معين تؤدي لوقف عمل هذا الخلايا (كما يفعل الكي) ولكن مع إمكانية تعديل قوة هذه النبضات زيادة أو نقصاناً حسب الحاجة وتفادياً للآثار الجانبية . قد يبدوا هذا الأسلوب أكثر أمانا من الكي ولكن في المقابل سوف يضطر المريض لإجراء عملية جراحية أخرى لزراعة البطارية (شكل3) وتغييرها كل 3-5 سنوات في المعدل إضافة إلى احتمال حدوث أي فشل في التوصيلات أو التهابات بكيترية مع مرور الزمن . ولا ننسى هنا العامل المادي إذ أن سعر كل بطارية حوالي 10.000 دولار أمريكي إضافة إلى تكاليف إجراء العملية نفسها .

    الأهداف الجراحية :
    هناك عدد من النويات العصبية في المخ التي تجرى عليها العمليات الجراحية في حالة داء باركنسون وهي 1 – نواة المهاد Thalamus)) وللجراحة عند هذه النواة تأثير واضح في الحد من الرعاش (الرجفة) ولكن دون أي تأثير على باقي أعراض المرض مثل التخشب وبطء الحركة. 2 – نواه الكرة الشاحبة (Globus Pallidus) وهذه العملية تؤدي إلى تحسن في أعراض المرض المختلفة وإلى حد كبير في عسر الحركة. 3 – نواة تحت المهاد Subthalamic Nucleus) ) وقد استخدمت حديثاً بنتائج جيدة جداً وخصوصاً في تحسين أعراض التوازن والمشي . وإمكانية تخفيف الجرعة اليومية للأدوية. ولكن عادة ما يستخدم التنبيه الكهربي فقط في هذه النواة.

    النتائج :
    لابد من التأكيد على أن استطبابات العلاج الجراحي تأتي فقط بعد فشل كل محاولات تحسين أداء المريض بداء باركنسون عن طريق الأدوية . إن للعلاج الجراحي فوائد واضحة لمجموعة معينة من المرضى تتمثل في تحسن الوظائف الحركية المختلفة. بما فيها أعراض الرعاش (الرجفة). وعادة ما يخرج المريض بعد الجراحة بروح جديدة وفاعلية أكبر وقدرة على الاندماج في المجتمع مرة أخرى. يجب دائماً الأخذ بعين الاعتبار احتمال وجود مضاعفات وتأثيرات جانبية من العمل الجراحي، كما يفضل دائماً الرجوع إلى مركز ثابت ومتخصص في هذه الجراحة الدقيقة .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 9:18 pm