بعد الاطاحة بالنظام الملكي في 14 تموز 1958 صدرت عدة مراسيم جمهورية بتوقيع عبد الكريم قاسم والمراسيم كانت تسمى في النظام القانوني الملكي باسم الارادات الملكية. ويلاحظ ان زعيم الثورة اصدر المراسيم قبل صدور دستور الجمهورية الاولى ونشره في الجريدة الرسمية جريدة الوقائع العراقية بتاريخ 28/ 7/ 1958 وهذه المراسيم تضمنت ذكر اسماء الكثير ممن كان له دور في الحياة العراقية. كما يلاحظ ان بعض الحوادث صدرت على شكل بيانات وليست مراسيم ومن هذه البيانات البيان الاول للثورة واعلانها والبيان الثاني الخاص بتشكيل مجلس السيادة برئاسة الفريق الركن نجيب الربيعي وعضوية محمد مهدي كبة وخالد النقشبندي الصادرة يوم 14 تموز 1958 وبيان انسحاب العراق من الاتحاد العربي الهاشمي الذي اعلن في شهر شباط 1958 ولم يستمر سوى اربعة اشهر وبما ان المراسيم تم نشرها في الجريدة الرسمية فهي المصدر الصحيح في تحديد الاسماء والوقائع.
لذلك كان اعتمادنا على جريدة الوقائع العراقية وفيها: ـ 1 ـ في سنة 1958 نشرت جريدة الوقائع المراسيم التالية بتاريخ 23/ 7/ 1958 أ ـ المرسوم(1) والذي ابتدأ بعبارة( بناء على ماتقتضيه المصلحة العامة رسمنا ) تعيين الزعيم الركن عبدالكريم قاسم بمنصب القائد العام للقوات المسلحة وتعيين العقيد ركن عبدالسلام عارف بمنصب معاون القائد العام للقوات المسلحة. ويلاحظ على هذا المرسوم التراتيب العسكرية حيث تستخدم مصطلح (معاون) ولم يستخدم المصطلحات السياسية والادارية نحو نائب او وكيل نحو ماهو معروف. ب ـ المرسوم(2) تضمن تعيين عبد الكريم قاسم رئيساً للوزراء ووكيلاً لوزير الدفاع ويلاحظ ان الزعيم بقي بهذا المنصب منذ 14/ 7/ 1958 حتى 8/2/ 1963 بعد وقوع حركة شباط 1963. وتعيين العقيد ركن عبدالسلام عارف نائباً لرئيس الوزراء ووكيلاً لوزير الداخلية واستمر عبدالسلام في هذا المنصب حتى صدور المرسوم 317 المنشور في الجريدة بتاريخ 4/ 10/ 1958 حيث تضمن اعفاءه وتعيينه سفيرا في المانيا الشرقية انذاك وفؤاد الركابي وزيراً للاعمار والدكتور جابر عمر للصحة حيث تم اعفاؤهما بالمرسوم ذاته، والشيخ بابا علي وزيراً للمواصلات والدكتور عبد الجبار الجومرد وزيراً للخارجية والزعيم الركن ناجي طالب وزيراً للشؤون الاجتماعية والدكتور محمد صالح وزيراً للصحة وصديقه شنشل وزيراً للارشاد (الاعلام) حيث حصلت الموافقة على اعفائهم بالمرسوم 105 المنشور في الجريدة بتاريخ 10/ 2/ 1959 حيث تم استيزار اللواء الطبيب محمد عبدالملك الشواف للصحة وهاشم جواد للخارجية والزعيم محيي الدين وتم تعيين هديب الحاج حمود(شقيق وكيل وزارة الخارجية حالياً) وزيراً للزراعة وقد تم اعفاؤه بناء على طلبه بالمرسوم (6) المنشور في الجريدة الرسمية 228 في 13/ 1/ 1960 وقد ورد في المرسوم بناء على رغبة الوزير في الانصراف لشؤون الاحزاب. ج ـ ونشرالمرسوم رقم(3) لسنة 1958 متضمناً تعيين القادة العسكريين من بينهم الزعيم الركن احمد صالح العبدي رئيساً لاركان الجيش وتعيين قادة للفرق العسكرية بمن فيهم الزعيم الركن عبد العزيز العقيلي بمنصب قائد الفرقة الاولى والذي اصبح سنة 1966 وزيراً للدفاع وهو صاحب المبدأ المعروف(القانون فوق الرحمة) عندما طبق هذا المبدأ للمتخلفين عن الخدمة العسكرية في هذه السنة والزعيم الركن ناظم الطبقجلي قائداً للفرقة الثانية الذي شارك في انقلاب الشواف ضد عبدالكريم قاسم والعقيد الركن جلال الاوقاتي قائداً للقوة الجوية والذي استمر في هذاالمنصب حتى انقلاب شباط 1963 حيث تم اغتياله وكان وفياً للزعيم عبد الكريم قاسم.
د. ونشر المرسوم (5) لسنة 1958 في الوقائع وتضمن تعيين كبار الضباط في وظائف مدنية ومنهم اللواء ركن صالح زكي توفيق بمنصب مدير السكك الحديدية وقد روى لي احد العاملين في جامعة الحكمة وهي جامعة اميركية بنيت في منطقة الزعفرانية انشأها الاباء اليسوعيون وأكثرهم من ولاية بوسطن الاميركية. كنا في شبابنا نحن ابناء الزعفرانية نتكلم ونناقش الاساتذة الاميركان وهم من القسسه(الاباء اليسوعيين) وبنايتها حالياً تشغلها هيئة المعاهد التقنية منذ بداية السبعينيات حيث تولى النظام السابق الغاء الجامعة وترحيل ادارتها. اقول روى لي احدهم في سنة تخرج اول دورة للجامعة ان حضور الزعيم عبد الكريم قاسم حفل تخرج الجامعة هو سبب رغبته بالزواج من ابنة اللواء الركن صالح زكي توفيق حيث كانت احدى الخريجات، ذلك انه يكن الاحترام للضابط المذكور كونه كان آمره ولما اتصف به من عفة وعدالة وعسكرية في قيادته. ولكن كما هو معلوم ان عبد الكريم قاسم توفي وهو لم يتزوج غفر الله لهم ولنا. ومنهم اللواء الركن طارق سعيد فهمي بمنصب محافظ بغداد واللواء الركن مزهر الشاوي بمنصب مدير الموانئ ومنهم الزعيم فؤاد عارف بمنصب محافظ كربلاء الذين عين فيما بعد وزيراً والعقيد المتقاعد طاهر يحيى التكريتي بمنصب مدير الشرطة العام الذي اصبح رئيساً للوزراء بعد حركة شباط 1963. هـ ـ ونشر المرسوم (6) لسنة 1958 حيث تضمن احالة عدد كبير من الضباط على التقاعد بمن فيهم الفريق ركن محمد رفيق عارف الذي كان رئيسا لاركان الجيش في العهد الملكي واللواء عبد الله المضايفي مدير الشرطة العام واللواء ركن عمر علي الضابط المعروف في العمليات العسكرية سنة 1948 في فلسطين والزعيم الركن حسن مصطفى والذي تمت اعادته الى الخدمة بعد ذلك ليكون قائد الفرقة الثالثة في الاردن عندما نشبت الحرب العربية الاسرائيلية سنة 1967 وقائد القوة الجوية الزعيم الركن كاظم الشيخ عبادي
والزعيم الركن شكري محمود نديم صاحب الكتب في التاريخ العسكري. وـ ـ وتضمن المرسوم 7 لسنة 1958 اعادة المقدم المتقاعد نعمان ماهر الكنعاني الشاعر المعروف الى الخدمة في الجيش واعادة المقدم المتقاعد رفعت الحاج سري ايضا الذي تآمر على الزعيم عبدالكريم قاسم. ز ـ واعلن المرسوم(
الاحكام العرفية (حالة الطوارئ) في جميع انحاء العراق وتعيين الزعيم الركن صالح العبدي رئيس اركان الجيش حاكماً عسكرياً. ح ـ وأحال المرسوم( 9) بعض الضباط على التقاعد بمن فيهم المقدم صعب الحردان الذي تمت اعادته للخدمة بعد شباط 1963 كآمر للفوج ثم للواء ثم امرا للانضباط العسكري سنة 1966 وكان ضابطاً محمود السيرة حسن السلوك، حيث كان آمرا للفوج الثاني لواء المشاة/ 27 عندما كنت عسكرياً برتبة جندي اول متطوع سنة 1964. ط ـ وفصل المرسوم( 10) شخصيات معروفة من مجلس الاعمار منهم جلال بابان وعبد الجبار الجلبي وعدم تجديد عضوية طه الهاشمي في المجلس. ي ـ وعين المرسوم( 13) العقيد شمس عبد الله العبدلي رئيساً للمجلس العرفي العسكري الذي أصبح فيما بعد من اعداء عبد الكريم قاسم والعقيد احمد حسن البكر عضواً للمجلس الذي انقلب على الزعيم واصبح رئيساً للوزراء بعد حركة شباط 1963 واضحى رئيساً للجمهورية بعد التغيير السياسي في 1968 حتى 1979 حيث ازاحه صدام حسين ليكون رئيساً بدله. ك ـ وصدر المرسوم( 18) وتضمن قرار مجلس الوزراء في 20/ 7/ 1958 المتضمن تشكيل المحكمة العسكرية العليا الخاصة والمسماة باسم محكمة الشعب برئاسة العقيد فاضل عباس المهداوي والذي تم تنفيذ الاعدام بحقه مع الزعيم قاسم بعد حركة شباط 1963 وتعيين الاعضاء المقدم فتاح الشالي والرائدين ابراهيم عباس اللامي وكامل الشماع والمقدم الركن ماجد محمد امين الذي تم تعيينه بعد فترة قليلة بمنصب مدير عام المحكمة والمقدم عبد الهادي الراوي والذي كان له دور في محاولات الانقلاب بعد شباط 1963. ل ـ وفي المرسوم(19) تمت احالة عدد من الضباط الشرطة على التقاعد منهم الرائد بسيم الذويب الاديب العراقي المعروف. م ـ وعين المرسوم(21) عربي الحاج احمد مديراً للاذاعة وهو المحامي( الموصلي) المعروف. ن ـ ومنح المرسوم( 22) عدداً من خريجي كلية الطب رتبة رائد طبيب منهم الطبيب المعروف كمال حسين وراجي عباس التكريتي الذي كان مديراً للامور الطبية العسكرية حتى نهاية الثمانينيات وتم اغتياله من قبل النظام السابق في نهاية التسعينيات وقد شاع في بغداد في تلك الاثناء انه قتل غدراً بالتهامه من الكلاب التي اطلقت عليه. س ـ ونشر في الوقائع ايضا المرسوم(23) والذي تضمن مصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة للأسرة المالكة وحدد مرسوم الأسرة المالكة بالملك فيصل الاول وفروعه وزوجته. الملك علي بن الحسين وفروعه وزوجته والامير عبد الاله "الوصي" وهو خال الملك فيصل الثاني آخر ملوك العراق. والامير زيد بن الحسين وفروعه وزوجته وعاقب المرسوم كل من امتنع عن تسليم هذه الاموال او عن تقديم البيانات الخاصة بها. وصدر هذا المرسوم في19/ 7/ 1958.[center]